شجرة العمر ..

شجرة العمر ..


لحظات صمتٍ
قد عمت أرجاء الكون
لحظات موتٍ
قد قاربت على السكون
والكل ينظر إليَ
ويحتقرني
ويحتقر وحدتي ومشاعري
لأنني وحيدٌ
والوحدةُ قد أرهقتني
بيوم من أيامي
منذ فترةٍ بعيدة
كنت أمرح مع بعض الأشجار
كنت ألاعبها جميعاً
لكنني وفي ذاتِ يوم
رأيت شجرة قد قتلتها وحدتها
أوشكت على السقوط
مثلما أوشكت أنا على السقوط
رأيتها والدمع في عينها
قد أذبل زهورها
وجف أوراقها
هرعت إليها مسرعاً
ومسكت بها ورفعتها
قلت لها ..
ما بالكِ توشكين على السقوط
ما بال الأشجار الأخرى
تمرح وتلعب
وقد بان على وجهك القنوط
أتدرون ما قالت لي
أتدرون بما همست في إذني
قالت لي يما يجول بخاطرها
قلت لها والدمع في عينايَ
حالكِ من حالي وما ندري
لعل لنا نصيباً طيباً
فتبسمت وفرحت
وقد بان على وجهها الفرح
ففرحت لها ولنفسي
حمدت الله كثيراً
وشكرته شكراً كبيراً
على نعمته التي أوهبها لي
جرت الأيام وكبرت
وكبرنا معها يوماً بتلوه يوم
أنا وهذه الشجرة
شجرة العمر
هكذا أسميتها
نعم
لأنها هي من أنارت لي الطريق
شجرة النور والمحبة
سميتها عدة أسماء جميلة مثلها
يوماً يتلوه يوم
تداركتنا الأيام
عندما رأت أننا أصبحنا
روحاً في جسدين
تغاظت وعجبت لامرنا
عجيب أمر هذه الدنيا
ما الذي ترديه منا
تحاول التفريق بيني وبين شجرتي
ما سبب هذه الكراهية
وهذا الحقد الملعون
هكذا أصبح حالي
وحدة .. وألم .. وجرج
أيعقل أن أصحو هذا الصباح
واكون سعيداً فرحاً
وما إن يأتي أخر النهار
أكون تعيساً حزيناً
أبحث عن شجرة عمري
ما لي لا أراها ها هنا
أرحلت عني
أم مالي لا أراها
مالي لا أجدها
أبحث عنها هنا وهنا
أبحث عن أي شيءٍ لها
لا أجد
غير ريحها الطيب
قد بقي في المكان
ولكنني رأيت شيئاً عجيباً
تتركه خلفها نعم
ترجو مسامحتي على فراقها لي
يا الله
كلمة أبكت قلبي
قبل أن تدمع عيني
أأسامحها !!!
على ماذا ولماذا ؟؟
ليتها هنا
ليتها هنا
أقول لها أنتِ سامحيني
فانتِ من أعطاني الحبَ والحنان
أنت من أوجدَ بي النور والحياه
أنتِ من أنار طريقي للهدى
ليتها هنا
ليتها تعود
أقول لها سامحيني
فها أنا هنا أتشتت
وأضيع وتذبل أوراقي
وتمحو ذاكرتي أيامي
وقد أوشكت على الإنتهاء
ليتكِ تعودين لأقول لكِ سامحيني
سامحيني
..ُ
{ كلمات كتبت والدمع قد ملى العيون على من فقد القلب }